الخميس، 19 يونيو 2014

كيف نربي أولادنا بالقرآن ؟!!



1 .عندما يُحدِث الطفل أو مجموعة الأطفال نتيجة لعبهم بالألعاب فوضى أو إن رأت الأم شيئاً مرمياً في الأرض – ولا يشترط أن يكون الطفل هو المتسبب فيه – رأت الأحذية عند المدخل غير مرتبة –، درج الملاعق غير مرتب - .. الخ ، تنادي فلذة كبدها ، وتقول بكل حب : انظر الدرج ، الأرض ، الأحذية ..الخ، ما رأيك ؟
قال تعالى: " إِنّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " [سورة الأعراف : الآية : 170] من يفوز بالأجر ؟ وتقولها بصوت معبّر وتكرر الآية أو تبيّن معناها بأسلوب بسيط إن لم تجد استجابة ، وتركّز على الأجر ، وتنادي : هيا نصلح ما قد أفسد، ونعيد كل شيء إلى مكانه
وما أجمل أن تقول : لنشترك أنا وإياك في الأجر عند الله ، فيشتركان في العمل لإصلاح الوضع وترتيبه.
وتستعمل اللفظ المشتق من الآية ( المصلحين ) (نصلح ) حتى يستوعب الطفل ويمتثل للآية
وقد تتكرر المواقف وتتعدد وقد يكون الطفل متسببا في الإفساد الحاصل أو غير متسسب ، وتكرر الآية لكل مافيه إصلاح مع ترغيب الطفل في الأجر ، وكما قلنا يستعمل اللفظ المشتقّ من الآية ليحدث الربط في ذهن الطفل بين الآية والتطبيق.

2. عندما يجلس الطفل لينجز واجبه المدرسي او ليرتب سريره وينظم ألعابه او يساعد أمه في عمل فطائر ..الخ، تجد الأم او المربي قصوراً في أدائه وعدم إتقان فتوجّهه قائلة:
قال تعالى: " إِنّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً " [سورة الكهف : الآية : 30] وتؤكّد بصوتها عند كلمة " أحسن " ثم تقول : أحسن شيء ... أحسن خط ... أحسن ترتيب ... أحسن عمل ... من أجل أن نأخذ أحسن أجر.

وننبه أنه على الأم او المربي مراعاة مرحلة الطفل العمرية وقدراته وتشجيع الطفل أن يبذل طاقته وجهده حتى لا يشعر بالإحباط .

وأؤكد على ضرورة استعمال اشتقاق اللفظ الذي في الآية القرآنية ، ليحدث الربط بين الموقف والآية " من أحسن عملاً " ( أحسن خط – أحسن حل ... أحسن ترتيب ... الخ )

3. عندما يخطئ الطفل : ، يفرط ..، يتجاوز حدوده ...فيخرج للعب في الشارع بدون استئذان، أو يتخاصم مع أخيه و يتجاوز حدوده ويتعدى عليه بالضرب...،أو يلعب في أدوات المطبخ ويفسد شيئاً منها... الخ
فالأم المربي تعلّمه المغفرة والتسامح بتسامحها معه ولكن وفق أصل قرآني وهو قوله تعالى " إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّـيّئَاتِ " [سورة هود : الآية : 114] ليتعوّد الطفل على إتباع السيئة الحسنة.
فتطالبه الأم بعمل أشياء حسنة ليكفّر عن خطئه بعد تذكيره بخطئه وتتلو عليه الأم وتؤكد " إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّـيّئَاتِ "

4. عندما تعطي الأخت أختها او أخاها من الحلوى التي في يدها وتشاركه.. أو تساعده في إنجاز واجباته ... أو في ترتيب لعبه...ثم بعد وقت قصير يتخاصم معها أو يرفض إشراكها معه في لعبته أو طعامه، هنا الأم تقرأ قوله تعالى " هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ " [سورة الرحمن - الآية : 60] مؤكدّة على معانيها فقط بطريقة قراءتها قراءة تعبيرية.

وينبغي أن تتنبه الأم ألا يكون في ذلك إرغام للطفل أو منة ٌ عليه وأذى بسابق ما أعطي، بل يرغّب ويُحث على ذلك، فإن استجاب فبها ونعمت، وإن لم يستجب ابتداء فلا يجبر على ذلك.. لأنه سيتعلّمه من الآخرين ، من الأم والإخوة والأخوات الأكبر سناً ، فإذا فعل شيئاً جيداً : قدم لك مساعدة في عمل .. يكافأ عليها ويقال له : " هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ " فيشعر بأثر ذلك على نفسه ، لأنه المُحسن إليه ، فيقدر هذا الشعور لأنه عاشه وفي المرة المقبلة يكون هو المُحسِن .

5. عندما يزدحم مكان ( السيارة مثلا أو المجلس ،أو طاولة الطعام أو حلقة الصف...) تخاطب الأم أولادها،وتقرأ عليهم قوله تعالى:" إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسّحُواْ فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللّهُ لَكُمْ " [سورة المجادلة الآية 11] وتؤكد على الأجر وتستعمل لفظ الآية كما تقدم .. هاه من يفوز بالأجر من يفسح في المكان ؟ وهكذا .

6. عند عراك الأولاد وخصامهم قد يتطاول الطفل بلسانه أو يده ليضرب أخاه.. يغضب ..يثور
هنا الأم تنبه أن هذا من عمل الشيطان، ثم تقرأ قوله تعالى :" إِنّمَا يُرِيدُ الشّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَآءَ " [سورة المائدة الآية : 91] وقوله تعالى : " وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ " [سورة الأعراف الآية : 200] تعوذّوا من الشيطان ...

ويوجّهون للمسلك النبوي الشريف عند الغضب: التعوذ بالله من الشيطان.. تغيير سلوكه: إن كان قائماً يقعد، قاعداً يضجع... يغسل وجهه : يتوضأ ، وهكذا .
ثم توجّهه لمحبوب الله تعالى :" إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ " [سورة الحجرات الآية : 10]

قد يكون الطفل جالس ولم يستجب لنداء أمه متعمداً ، أو وقع في معصية ، حينها ينبه أن هذا من مكر الشيطان ، ويقرأ عليه قوله تعالى " إِنّ الشّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوّ فَاتّخِذُوهُ عَدُوّاً " [سورة فاطر الآية : 6]

7. عندما يغسل الطفل أسنانه ويترك صنبور المياه مفتوح، يغسل يديه ويسكب الكثير من الصابون... الخ هنا توجهه الأم : لأن الله يحبنا لأننا مؤمنون نبّهنا بقوله : " وَلاَتُسْرِفُوَاْ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ " [سورة الأنعام الآية : 141] فهلا سمعنا وأطعنا ؟!

8. عندما يرفض الأخ الكبير أخذ أخيه الصغير معه في نزهة، إلى الجيران – يرفض أن يشاركه معه في اللعب... الخ
هنا تقرأ الأم عليه قولـه تعالى : " هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِيَ أَمْرِي " [سورة طه – الآية 30 : 32]

ويكون هذا بعد أن يُقص على الطفل قصة إرسال موسى – عليه السلام – لفرعون، وطلب موسى مرافقة أخيه، وكيف أن الله استجاب لموسى وجعل هارون نبياً... وتؤكد نواحي الأخوة في هذه القصة ، وكيف تساعدا في أمر الدعوة إلى الله وكيف سانده أخوه ... فإذا جاء الموقف ذُكّر الطفل بهذه الآية وهذا له أثر عظيم في توثيق أواصر الأخوة بين الأبناء وسيتذكّر الطفل هذه الآية في كل موقف يحتاج فيه إلى شريك أو مؤانس أو رفيق .

9. عندما يخطئ الطفل عليه أن يتحمّل تبعات فعله ومسئولية خطئه ، وكذلك يعلم أنه إن أحسن فله الحسنى ... لذلك يعمّق هذا المفهوم عند الطفل ، ويؤكد أنه إن أحسن فلنفسه ، وإن أساء فعليها ، وأنه مرهون بفعله ، ويقرأ عليه قوله تعالى " كُلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " [سورة المدثر – الآية : 38]

10. عندما يشتد الغضب عند الطفل قد يتجاوز في ألفاظه، فعلى الأم تعليمه أن هناك كتبة يكتبون كل قول ولفظ ينطق به، فتقرأ علـيه قوله تعالى: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" [سورة ق – الآية : 18]

وهكذا ... فلنربي أبناءنا بالقرآن ليكونوا صالحين مصلحين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق